هذا النهار تناولت إفطارى فى ذلك المقهى الذى إعتدته منذ أكثر من خمس سنوات . منذ قررت أن أعتزل الناس و أحيا وحدى
هذه حياتى التى إخترتها لنفسى و لم يفرضها على أحد و لن أرضى عنها بديلا
حزنأ غريب كبير يخيم علىّ و لكن رضا و أقتناع يملأن نفسى
أن أحيا وحدى و أذهب وحدى و أجئ وحدى هذه هى حياتى
فليبقى الجميع بسلام ولكن فليبقون بعيد
أنهيت إفطارى و أدرت محرك سيارتى و إتجهت إلى عملى
فى ذلك المكان السحرى جزء من ذاكرتى يمحى لبعض الوقت
يستقبلنى الجميع بإهتمام بالغ أعشقه
سآلتنى اليوم زميلاتى ضاحكات عن سبب العزلة التى أفرضها على نفسى و كيف لى أن أتخلى عن فكرة الزواج
هتفت أحداهن اولستِ إمرأة ؟ و كيف تتحملين تلك الحياة الجافة
ذهبت ذاكرتى فى تلك اللحظة إلى ذلك اليوم البعيد
قالوا لى ماذا يضيرك إذا تحدثتى إليه ؟ أليس من الممكن أن تجدى فيه ضالتك ؟
إستمعت إليهم و رأيته وتحدثت معه
وجدته تمام كما قالوا . ذو قلباٌ كبير و طيبة بالغة كما أن إمكاناته المادية لا بأس بها
و حينما أخبرتهم أن ليس هذا فقط ما أريد تعجبوا و قالوا و ماذا تريدى ؟
قلت أننى أريده فنان
سمعتهم يتهامسون أننى أصيبت بلوثة عقلية و أكدت لهم أننى بالفعل بى لوثة عقلية و سأنتظر ذلك المخبول الذى يليق بى و سأصنع أنا و هو عائلة بها ما لا يقل عن خمس من المخابيل الصغار لن يسلم منهم احداً من لوثتنا العقلية تلك
و إن لم أجده فسأتنازل عن الارتباط إلى الابد و سأحيا وحدى . لوحوا بأيدهم فى الهواء و تركونى اتحدث إلى نفسى
أفقت من خواطرى و رجعت إلى زميلتى و أخبرتها إننى سأحكى لها كيف أتحمل تلك الحياة الجافة و لكن فيما بعد








